عندما نتحدث عن اقتصاد السلفادور، فإننا نشير إلى عملية الإنتاج والتبادل التجاري والتوزيع واستهلاك السلع والخدمات في البلاد. وهذا الجانب مهم جداً، لأننا لا نستطيع قياس النمو الاقتصادي الذي السلفادوري الذي يعتمد عليه سكانه.
نبذة تاريخية عن اقتصاد السلفادور
على مر التاريخ، كان السلفادور عدة مصادر الإنتاج التي جعلت الاقتصاد ينمو ومن أهم مصادر الإنتاج :
- الكاكاو (1492-1800): منذ العصور القديمة السكان الأصليون للسلفادور كانوا يقومون بزراعة عدد من المنتوجات الزراعية من أهمها الكاكاو، وكان الكاكاو شيئا ذا قيمة، والذي كان يمكن تحويله إلى الشوكولاتة، أو إلى مشروب، حيث كان الأشخاص المهمين في ذلك الوقت هم فقط من كانوا يستطيعون استهلاكه، بالإضافة إلى أن حبات الكاكاو كانت تُستخدم كقطع نقدية النقدية، بمعنى أنه كانت لحبة الكاكاو قيمة اقتصادية ، ومع وصول الإسبان إلى جمهورية السلفادور كان يتم تصدير منتوج الكاكاو إلى أوروبا ونما بشكل كبير.
- القطن (1855-1870): كانت صادرات القطن أحد المنتجات التي حافظت على قوة اقتصاد جمهورية السلفادور لفترة قصيرة من الزمن وذلك بسبب الطلب الكبير الذي كان على هذا المنتوج إلا أن صادرات القطن انخفضت بسبب ضعف القدرة الاقتصادية للحكومة في ذلك الوقت وبسبب الأمراض التي أثرت على المحاصيل.
- القهوة (1831-1900): تميزت المرحلة الثانية من الاقتصاد السلفادوري بتصدير القهوة نحو الخارج، حيث كان هذا المنتوج يزرع منذ وقت بعيد بالسلفادور ولكن ليس بكميات كبيرة، ولكن مع كثرة الطلب الخارجي على منتوج القهوة ساهمت في نمو سريع للقهوة ، حيث ارتفعت صادرات القهوة بشكل كبير مع مرور الوقت .
- الصادرات الزراعية (1900-2000): خلال هذا الفترة ظلت صادرات القهوة تعرف بعض التراجع بسبب المنافسة من طرف عدد من الدول المصدرة للقهوة ، وكانت مناسبة الوقت لاستكشاف طرق جديدة للتصدير من شأنها أن تساعد على تعزيز الاقتصاد السلفادوري خاصة في مجال الزراعة، حيث زادت الصادرات من الحبوب الأساسية والثروة الحيوانية وتربية الدواجن. كما ازدهر قطاع الغزل والنسيج خلال السبعينات من القرن الماضي بفضل انتشار المناطق الحرة.
الاقتصاد السلفادوري حالياً
خلال الحرب الأهلية التي عرفتها جمهورية السلفادور خلال فترة (1980-1992م) عرفت السلفادور ظاهرة الهجرة نحو الولايات المتحدة، وهو ما جعل عدد كبير من المهاجرين السلفادوريين المقيمين بالخارج يقومون بتحويلات مهمة من العملة الصعبة لأقاربهم بالسلفادور وهو ما ساعد في نمو الاقتصاد السلفادوري، حيث أن ما نسبة 70% من الأسر السلفادورية تعتمد على تحويلات أقاربهم بالخارج.
الاقتصاد السلفادوري يعتمد على عدد من القطاعات من أهمها:
- القطاع الزراعي: يتمثل في الأنشطة الزراعية التي يتم إنتاجها بالسلفادور والتي لا تزال تساهم بشكل رئيسي في النمو الاقتصادي السلفادوري ، سواءاً الأنشطة الزراعية المخصصة للاستهلاك أو للتصدير ومن أهمها : محاصيل الذرة والفول والأرز، والقمح، وغيرها. كما تشمل الماشية وصيد الأسماك.
- الصناعة: ووفقا للبنك الاحتياطي المركزي السلفادور (BCR)، فإن القطاع الصناعي هو واحد من أهم القطاعات التي تساهم في تحقيق النمو الاقتصاد السلفادوري، حيث سجل زيادة سنوية قدرها 0.8 في المئة عام 2015م ، ومن أعم المنتوجات الصناعية بالسلفادور ( الأغذية والمشروبات والتبغ) والتي ارتفعت بنسبة 9.9 في المئة، وتساهم بنحو 44 في المائة من القيمة الإجمالية لجميع الأنشطة الصناعية.
- القطاع التجاري: يعتبر القطاع التجاري من أهم القطاعات من أجل لرفع نسبة النمو الاقتصادي، حيث عرف قطاع الصادرات نسبة نمو بــ 4% عام 2015م، أي بزيادة بــ 212 مليون دولار، وذلك بفضل تنويع الإنتاج والبحث عن أسواق جديدة وعقد عدد من الاتفاقيات التجارية مع عدد من الدول.
- قطاع الائتمان أو البنوك: ويمثله المؤسسات أو البنوك المالية الموجودة في البلاد وأغلبها أجنبية وهي المسؤولة عن تعزيز الاقتصاد وتوفير الائتمان للشركات الصغيرة، والمتوسطة والكبرى.